عن أبي هريرة رضي الله عنه:
(أنه مرّ بسوق المدينة فوقف عليها فقال: يا أهل السوق! ما
أعجَزَكم!
قالوا: وما ذاك يا أَبا هريرة؟
قال: ذاك ميراثُ رسول الله - صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقسَم، وأنتم هاهنا؛ ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه؟
قالوا: وأين هو؟
قال: في المسجد،
فخرجوا سراعاً، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا،
فقال لهم، ما لكم؟
فقالوا: يا أبا هريرة! قد أتينا المسجد فدخلنا فيه، فلم نرَ فيه
شيئاً يُقسم!
فقال لهم أبو هريرة: وما رأيتم في المسجد أحداً؟
قالوا: بلى؛ رأينا
قوماً يصلون، وقوماً يقرؤون القرآن، وقوماً يتذاكرون الحلالَ والحرامَ،
فقال لهم
أبو هريرة: ويحكم! فذاكَ ميراثُ محمد صلى الله عليه وسلم )
رواه الطبراني في
"الأوسط" وحسنه الحافظ ا لمنذري والشيخ الألباني رحمهما الله
وهذا
الأثر يذكرني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من سلك طريقاً يلتمِسُ
فيه علماً سهّلَ الله له طريقاً إلى الجنّةِ، وإن الملائكةَ لتضَعُ أجنحتها
لِطالبِ العلم رِضاً بما يصنع، وإن العالِمَ ليَسْتَغْفِرُ له من في السمواتِ ومَن
في الأرضِ، حتى الحيتانُ في الماءِ، وفضلُ
العالم على العابد كفضل القمرِ على سائر الكواكب، وإنّ العلماء ورثة الأنبياء، إنّ
الأنبياء لم يُورِّثُوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورَّثُوا العلمَ، فمن أخذه أخذ
بحظٍ وافرٍ(
أخرجه أبو داود وابن
ماجة والترمذي والدارمي
ويشهد لمعنى هذا الحديث، أحاديث أخرى وآثار
عن الصحابة والسلف مبثوثة في أبواب العلم من الكتب الستة وكتب آداب العلم مثل
(جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر وكتاب الفقيه والمتفقه وكتاب الجامع لآداب
الراوي وأخلاق السامع كلاهما للخطيب البغدادي وكتاب المدخل للسنن للبيهقي وكتاب
العلم لإبي خيثمة النسائي وهو أصغرها حجما لا تزيد أخباره عن 200 خبر تقريبا بين
حديث وأثر)