عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قال
(( أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ،
فَلَمَّا فَرَغُوا أَعَادُوا الصَّخْرَةَ عَلَى الْبِئْرِ ، وَلاَ يُطِيقُ رَفْعَهَا إلاَّ عَشْرَةُ رِجَالٍ،
فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ، قَالَ : مَا خَطْبُكُمَا؟
فَحَدَّثَتَاهُ فَأَتَى الْحَجَرَ فَرَفَعَهُ ، ثُمَّ لَمْ يَسْتَقِ إلاَّ ذَنُوبًا وَاحِدًا حَتَّى رُوِيَتِ الْغَنَمُ وَرَجَعَتِ الْمَرْأَتَانِ إلَى أَبِيهِمَا فَحَدَّثَتَاهُ،
وَتَوَلَّى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ إلَى الظِّلِّ ، فَقَالَ :
((رَبِّ إنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ))آية ٢٤:القصص
قَالَ :
((فَجَاءَتْهُ إحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ))آية ٢٥:القصص
وَاضِعَةً ثَوْبَهَا عَلَى وَجْهِهَا،
((قَالَتْ إنَّ أَبِي يَدْعُوك لِيَجْزِيَك أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا))آية ٢٥:القصص
قَالَ لَهَا :
امْشِي خَلْفِي وَصِفِي لِي الطَّرِيقَ
فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُصِيبَ الرِّيحُ ثَوْبَك فَيَصِفَ لِي جَسَدَك
فَلَمَّا انْتَهَى إلَى أَبِيهَا قَصَّ عَلَيْهِ ، قَالَتْ إحْدَاهُمَا :
((يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ))آية ٢٦:القصص
قالَ : يَا بُنَيَّةُ , مَا عِلْمُك بِأَمَانَتِهِ وَقُوَّتِهِ؟ قَالَتْ :
أَمَّا قُوَّتُهُ فَرَفْعُهُ الْحَجَرَ، وَلاَ يُطِيقُهُ إلاَّ عَشْرَةٌ، وَأَمَّا أَمَانَتُهُ ،
فَقَالَ لِي:
امْشِي خَلْفِي وَصِفِي لِي الطَّرِيقَ
فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُصِيبَ الرِّيحُ ثَوْبَك فَيَصِفَ جَسَدَك.
فَقَالَ عُمَرُ:
فَأَقْبَلَتْ إلَيْهِ لَيْسَتْ بِسَلْفَعٍ مِنَ النِّسَاءِ(الجريئة التي قل حياؤها)
لاَ خَرَّاجَةٍ وَلا وَلّاجَةٍ(ليست كثيرة الخروج والدخول للبيت), وَاضِعَةً ثَوْبُهَا عَلَى وَجْهِهَا))
أخرجه ابن أبي شيبة
وغيره مثل عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم في تفاسيرهم وغيرهم إما بتمام هذه الرواية أو بنحوها
وقد صححها الحافظ ابن كثير والحاكم والذهبيوقالا هو على شرط البخاري ومسلم
وكل ما جاء عن الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة في تفسير هذه الآيات
لا يخرج عن تفسير عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين
هل رأيتم يا أخواتي من التي أخلد الله ذكرها في كتابه نتلوا قصتها أناء الليل وأطراف النهار
ليست المقاتلة ولا العاملة ولا المجاهدة ولا المعلمة ولا التاجرة ولا الفارسة
بل المرأة ذات الحياء الذي يدفعها حياؤها لتغطية وجهها
أخلد الله ما نبض به قلبها وخفي عن أعين الناس نبض بالحياء فقط لأنها ستتكلم مع رجل غريب
فأظهر الله ما خفي تعظيما لهذه الصفة العظيمة ولصاحبتها
ومن مظاهر حيائهما أن لباسهما كان فضفاضا لا يصف جسدهما
ولهذا خشي موسى عليه الصلاة والسلام أن يمشي خلفهما حتى لا تأتي الريح فتلصق الثياب بالجسد فتصفه له
هذا الحياء الذي قال عنه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عندما سئل هل هو من الدين فقال:
( بل هو الدين كله)
صحيح الترغيب والترهيب برقم ٢٦٣٠
وقال : ( الحياء والإيمان قرنا جميعا فإن رفع أحدهما رفع الآخر)
أخرجه الحاكم وصححه وقال على شرط البخاري ومسلم ووافقه الذهبي والألباني
هذا هو الحياء الذي قتله الغرب في نسائهم ويغتاظون إذا رأوه في بناتنا ويريدونها تنجرف كبناتهم ونسائهم
قال تعالى:
(ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله
إذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظم إن الله عليم بذات الصدور
إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها
وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط)
(ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء)
(ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء)
هل رأيتم يا أباءنا من هي تلكم الأسرة التي اصطفاها الله لكي تناسب كليمه ورسوله من أولي العزم من الرسل
الأسرة التي ربت بناتها على القرار في البيت كما قال عمر بأنها ليست خراجة ولاجة أي كثيرة الدخول والخوروج لأن قوله خرّاجة على وزن فـعّـالة وهي صيغة مبالغة ثم ذكر عمر ما ترتب على هذه التربية فلم تصبح سلفع أي جريئة لقلة حيائها
هذا القرار الذي عظمه الله على لسان رسوله أيما تعظيم فجعلها أقرب ما تكون لربها وهي في بيتها لتحرص المسلمة على هذه العبادة والخلق القويم قال عليه الصلاة والسلام: المرأة عورة ، وإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان ، و إنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها) وفي رواية (وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها)
أورده الإمام المنذري في الترغيب والترهيب وصححه الألباني وأرده في السلسل الصحيحة وصححه غيره من الأئمة
هذه التربية العظيم التي أرادها الله للنساء المؤمنات التي ما تخلى عنها مجتمع من المجتمعات إلا مات الحياء
وظهر السفور والاختلاط فكانت النتيجة كنتيجة الجاهلية الأولى التي أمرنا الله أن نجتنبها وبينها لنا ابن عباس رضي الله عنه (كما في التدوينة السابقة إضغط هنا) وآل مصير تلك الجاهلية إلى انتشار الفاحشة نسأل الله أن العافية.
ولا ننسى عفة موسى عليه السلام فقد كره أن تمشي المرأتان أمامه حتى لا تأتي الريح فتصف له جسمهما فكيف بالله عليكم لو تلبس المرأة في الأصل ما يصف جسدها ومفاتنها أمام الرجال فاسقهم وكافرهم وتعرض صورها على شاشات العالم ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات رب العالمين والصلاة والسلام على المرسلين
هذا والله أعلم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة السلام على المرسلين وخاتهم النبي الأمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق