(( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)) التوبة:100."أسئلة تتعلق بالآية أوجهها لكل مسلم"

(( ومن يشاقـق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) النساء:115.

>> قال الإمام أبو حنيفة : (ما بلغني عن صحابي أنه أفـتى به فـأقـلـده ولا أسـتجـيز خلافه)كتاب شرح أدب القاضي (1 / 185-187)
وكل أئمة الإسلام على هذا المنهج في اتباع الصحابة وهنا البيان فضلا إضغط هنا

السبت، 18 أغسطس 2012

من قام ليلة العيد فحسن ولا ينكر عليه

روى مالك بن دينار عن سالم قال:

((أن ابن عمر كان يحي ليلة العيد))

قال الإمام ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد "٤/ص١٤٩٧" :

(( سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:

في جماعة يقومون ليلة العيد إلى الصباح يجمعون؟ 

فقال:
"من فعل ذلك هو زيادة خير كان عبدالرحمن بن الأسود يعتكف فيقوم ليلة العيد إلى الصباح من فعله فحسن ومن لم يفعله فليس عليه شيء"

لما روى ... ثم ذكر أثر ابن عمر أعلاه )) انتهى من كتاب ابن القيم

قال الإمام الشافعي في الأم "٢٣١/١":
(وبلغنا عن ابن عمر أنه كان يحيي ليلة جمع وليلة جمع هي ليلة العيد لأن في صباحها النحر)



لبس أحسن الثياب للعيد

أخرج البخاري بسنده المتصل عن عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه:


((وجد عمر بن الخطاب حلة من إستبرق تباع بالسوق . 
فأخذها فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم 
فقال : 
(يا رسول الله
 ابتع هذه فتجمل بها للعيد ولإستقبال الوفد) 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم 
((( إنما هذه لباس من لا خلاق له )))

فلم ينكر عليه الصلاة والسلام لبس الجديد للعيد ولكن أنكر نوع اللباس وبين سبب ذلك

وقد ثبت كذلك عن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
فيما رواه عنه مولاه نافع فقال:
(أن ابن عمر كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه)
أخرجه البيهقي (٣/ص٢٨١)

الإغتسال والتطيب للعيد

عن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهم :

((أن ابن عمر كان يغتسل ويتطيب يوم الفطر ويوم الأضحى))

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٣٠٩/٣) وغيره وصححه ابن القيم في زاد المعاد (٤٤٢/١)


إخراج النساء يوم العيد

عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما :

((كان ابن عمر يخرج إلى العيدين من استطاع من أهله ))

أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح (١٨٢/٢)


وقد ثبت عنه أيضا منع نسائه من الخروج يوم العيد وذلك والله أعلم إذا ظهر اختلاط بين الرجال لأنه من أحرص الناس على اتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد نهى غيره من الصحابة كما ثبت عن ابن مسعود أنه يرد النساء يوم الجمعة فقد بين أهل العلم أن هذا من ابن مسعود لما يحصل من تهاون النساء في تجنب الاختلاط ومزاحمتهن الرجال في الدخول والخروج ولما ظهر من تهاون في الحجاب كما بينته أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وسيأتي ذلك في التدوينات التالية.

وهذا كله منهم رضي الله عنهم  تحقيقا لمنع الجاهلية الأولى "فضلا إضغط هنا" التي حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام وكان يبايع النساء على ذلك عندما كانوا يبايعوه على الإسلام.

حرص الصحابيات على الجلباب يوم العيد

عندما حث النبي عليه الصلاة والسلام على إخراج النساء لصلاة العيد 
سألته أحد الصحابيات رضي الله عنها:


"أعلى إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا نخرج؟"

فقال عليه الصلاة والسلام :


(لتلبسها صاحبتها من جلبابها ولتشهد الخير ودعوة المسلمين)

أخرجه البخاري ومسلم

معني الجلباب
الجلباب هو ما تضعه المرأة فوق خمارها على رأسها وينسدل على ظهرها وأكتافها وصدرها، والخمار هو مايسمى في زماننا بالطرحة ويتخذونه لغطااء الشعر وهو الذي يوضع فوقه الجلباب،  وكان السلف يسمون الجلباب بــ (الملاءة/الملحفة/الرداء/ القناع) لأنهم يستخدمون هذه الثياب في اتخاذها جلبابا وهذا يدل على كون الجلباب سابغا وراجع كرما منك كتاب " لسان العرب"
وقد وصف الله وضع الجلباب بالعفة في قوله تعالى :"وليستعففن خير لهن" وهذا في حق المرأة العجوز فكيف بغيرها من الشابات.

الفوائد:
- إستقرار وجوب الجلباب عند الصحابيات رضي الله عنهن ولهذا طلبت الرخصة في حال عدم الجلباب وإقرار النبي هذا الفهم بعدم انكاره إياه. ووجوب الجلباب لا مرية فيه لأمر الله تعالى : "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" الأحزاب :59
- تأكيد النبي عليه الصلاة والسلام على الجلباب بأمرها باستعارته من اختها.

- ذكر شيخ الإسلام أن أمره عليه الصلاة والسلام بالجلباب في هذا الموطن هو لخروجها من البيت وليس لحق الصلاة ، وذلك لإجماع أهل العلم أنه لا يلزم المرأة لبس الجلباب في صلاتها وهي في بيتها . "مجموع الفتاوى ١٢\١٢٢"

ملاحظة:
 يسقط وجوب الجلباب على القواعد اللاتي انقطع عنهن الحيض ولا يرجون الزواج ورغبة الرجال فيهن لكبرهن لقوله تعالى:
(والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فلا جناح عليهن أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن)٦٠:النور
فقد فسر الصحابة والسلف "الثاياب "بأنه الجلباب وبينوا أن قوله تعالى "وليستعففن خير لهن "أي بوضع الجلباب فيكون مستحباً في حق العجائز.
قال الشيخ الألباني لم يؤثر عن السلف في تفسير الأية غير هذا، انظر تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري (ت ٣١٠هـ) .

هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين

إذا تبرج النساء منعوا المساجد

عن عائشة رضي الله عنها:

( لو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل )


أخرجه البخاري

وإنما قالت هذا أمنا عائشة رضي الله عنها لما علمته من حال النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه على الحجاب
ومن ذلكم ما أخرجه البخاري بسنده أن أبا هريرة لقي امرأة يعصف ريحها فقال يا أمة الجبار المسجد تريدين؟ قالت نعم.
قال:وله تطيبت؟ قالت: نعم. قال فارجعي فإني سمعت رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول
(ما من امرأة تخرج إلى المسجد يعصف ريحها فتقبل منها صلاة حتَّى ترجع فتغتسل) أي ليذهب عنها ريحها
وقال عليه الصلاة والسلام (إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا) أخرجه البخاري

فهذا نهي النبي عليه الصلاة والسلام لمن أظهرت فقط ريحها الطيبة فكيف بمن أظهرت للرجال أكثر من ذلك فكيف بمن كان خروجها على هذه الحالة لغير المسجد، وقد نهى الله المرأة أن تبدي أقل ما يكون من زينتها حتى لو سماعا قال تعالى ( ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) فهنى ينهى الله المسلمة أن تعلم الرجل ما أخفته من زينتها في قدمها وذلك بأن تضرب بقدمها الأرض فتسمعه ما وضعته من خلخال وحلى وما شابهه فكيف بما هو أشد من ذلك.

وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام لصحابته ما حصل في ذرية آدم من التبرج والإختلاط كما ذكرناه في تدوينة سابقة "إغط هنا" في تفسير ابن عباس رضي الله عنه لقوله تعالى : (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى))
ولهذا كان بعض الصحابة يمنع النساء من المساجد وصلاة العيد  كما ثبت هذا عن ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما وسنذكر هما في تدوينة قادمة بإذن الله تعالى.

الأكل قبل الخروج لعيد الفطر


عن عطاء عن ابن عباس قال :

(إن استطعتم أن لا يغدو أحد يوم الفطر حتى يطعم فليفعل)


أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/306) بسند صحيح



وعنه قال:
(من السنة أن يطعم يوم الفطر قبل أن يخرج ولو بتمرة)


أخرجه البزار وغيره وصححه الألباني وغيره وثبت عند البخاري مرفوعاً

ماذا نقول عند التقابل يوم العيد

عن جبير بن نفير قال :

(كان الصحابة إذا تقابلوا يوم العيد قال بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنكم ))

حسنه الإمام أحمد وابن حجر والألباني

صيغة تكبير العيد التي جاءت عن الصحابة


(( الله أكبر   الله أكبر     الله أكبر      لا إله إلا الله
   الله أكبر      الله أكبر     الله أكبر      ولله الحمد))
عن علي وابن مسعود وابن عباس


وثبت أيضا عن ابن مسعود وابن عباس بتـثـنـيـة الـتـكبـيـر


وثبت عن ابن عباس
((الله أكبر كبيرا    الله أكبر كبيرا     الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر وأجل      الله أكبر على ما هدانا))
إرواء الغليل 3/125-126



وأحب أن أنقل كلام الحافظ بن حجر في شرحه لصحيح البخاري في كتابه فتح الباري
(2/292):

"وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال كبروا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وعبد الرحمن بن أبي ليلى أخرجه جعفر الفريابي فى كتاب العيدين من طريق يزيد بن أبي زياد عنهم وهو قول الشافعي وزاد ولله الحمد وقيل يكبر ثلاثا ويزيد لا إله إلا الله وحده لا شريك له الخ وقيل يكبر ثنتين بعدهما لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد جاء ذلك عن عمر وعن بن مسعود نحوه وبه قال أحمد وإسحاق وقد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها "

هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين

الجمعة، 17 أغسطس 2012

متى يبدأ التكبير ومتى ينتهي

عن نافع مولى ابن عمر:

(أن ابن عمر كان يغدو إلى العيد من المسجد فيكبر حتى يأتي المصلى ويكبر حتى يخرج الإمام)

أخرجه الدارقطني (٢٧٩/٣) والبيهقي (٤٤/٢) بسند حسن

لم يكن يصلي قبل العيد

عـن نـافــع مــولــى ابـن عـمـــر:

(أن ابن عمر كان لا يصلي في العيد قبل الصلاة ولا بعدها حتى تزول الشمس)

أخرجه الفريابي في أحكام العيدين ونحو الإمام مالك في الموطأ

العيدين ليس قبلهما صلاة

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أنه قال:

(الصلاة قبل العيدين ليس قبله ولا بعده صلاة)

أخرجه ابن المنذر (٢٦٦/٤) بسند صحيح

كراهة الصلاة قبل العيد

أخرج البخاري في صحيحه تعليقا:

(عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كره الصلاة قبل العيد)

 وهو صحيح انظر فتح الباري "٥٥٢/٢"

النهي عن الصلاة قبل خروج الإمام

عــن أبـي الـتـيـاح ومـعـاويـة بــن قـــرة:


(أن ابن مسعود وحذيفة كان ينهيان الناس يوم العيد عن الصلاة قبل خروج الإمام)



أخرجه ابن المنذر (٦٦/٤)  بسند صحيح

النهي عن الصلاة قبل العيد

عن ثعلبة بن زهدم:

(أن علياً استخلف أبا مسعود على الناس فخرج يوم عيد فقال: 
"يا أيها الناس إنه ليس من السنة أن يصلي قبل الإمام")

أخرجه النسائي(١٥٦١/١٨١/٣)وصححه الألباني
وأخرج نحوه ابن أبي شيبة عن أبا منصور

من فاتته صلاة العيد كيف يصلي

عن أنس رضي الله عنه:


(أنه كان إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام جمع أهله فصلى بهم مثل صلاة الإمام في العيد)

صحيح أخرجه ابن أبي شيبة (٥٨٠٣) 
وعلقه البخاري في صحيح بصيغة الجزم


وهذا مذهب جمهور أهل العلم أن من فاتته يصليها كما صلاها الإمام إلا الأحناف رحمهم الله فيقولون أنها تسقط عنه.
راجع فضلا منك
لمذهب المالكية : المدونة الكبرى (١٦٩/١) والكافي في فقه أهل المدينة (٢٦٥/١)
لمذهب الشافعية:كتاب الأم للشافعي (٢٤٠/١) المجموع (٢٩/٥)
لمذهب الحنابلة : الإنصاف (٤٣٣/٢) كشاف القناع (٥٧/٢)

والله أعلم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات