قال الله جل في علاه
( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم)
وقال
(لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس )
وقال
(والذين هم عن اللغو معرضون)
أخرج الإمام البخاري رحمه الله
عن ابن عباس، أنه قال: ذكر
المتلاعنان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال عاصم بن عدي في ذلك قولا ثم
انصرف،
- في الروايات الأخرى أنه سأل عن الرجل يجد مع امرأته رجلا فكره عليه الصلاة والسلام
المسائل وعابها -
فأتاه رجل من قومه، فذكر له أنه
وجد مع امرأته رجلا،
فقال عاصم رضي الله عنه:
(ما ابتليت بهذا الأمر إلا لقولي)
قال الحافظ ابن حجر الشافعي ت852هـ رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري:
(وفيه
أن البلاء موكل بالمنطق وأنه إن لم يقع بالناطق وقع بمن له به صلة)
وكأنّ ابن مسعود رضي الله عنه
وافق عاصم في قوله ؛ فقد قال بعد
أن حكى قصة عاصم
(فابتلى به ذلك الرجل من بين الناس) رواه
مسلم
ولهذاوغيره قال ابن مسعود رضي الله عنه:
(البلاء مُوَكّل بالكلام)
فلتحذر يا مسلم أن تسأل عن أشياء
بعيدة الحدوث إساءة منك الظن بربك أو فيها ما فيها من العيب على إخوانك أو الشر فتتكلم احتقارا للناس
وتبرئة لنفسك عُجْبا بها فيصيبك ذلك الأمر
ولهذا جاء عن التابعي الجليل الإمام الفقيه إبراهيم النخعي وهوالذي روى لنا هذا الأثر عن ابن
مسعود رضي الله عنه والقصة أيضا، أنه قال
(إني لأرى الشيء مما يعاب ما يمنعني من عيبه إلا مخافة أن أبتلى به)
وقال أيضا
( إني لأرى الشر أكرهه ، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن
أبتلى به )
وقال أيضا
(إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة
أن ابتلي به)
وهو أيضا الذي روى عن ابن مسعود
رضي الله عنه قوله
(لو سخرت من كلب خشيت أن أحول كلبا)
قال أبو موسى رضي الله عنه
(لو رأيت رجلا يرضع من شاة في الطريق فسخرت منه؛ خفت أن لا أموت حتى أرضعها)
وهذه الآثار كلها رواها الأئمة في كتب (الزهد) كوكيع ت197هـ و
هنّاد ت243هـ وغيرهم رحمهم الله عليهم
وأيضا في كتب ابن أبي الدنيا ت281هـ رحمه الله مثل كتاب (الصمت)
و كتاب (العقوبات) وغيرها
ومن المفيد أن نختم بأقوال النبي
وأصحابه والتي جاءت في بيان خطر اللسان
ذكرها الحافظ المنذري الشافعي ت
656هـ رحمه الله في كتابه الترغيب والترهيب بتحقيق الألباني
فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه
ارتقى الصفا، فأخذ بلسانه فقال:
يا لسان! قل خيرا تغنم، واسكت عن شر تسلم، من قبل أن تندم
ثم قال: سمعت رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - يقول:
"أكثر خطايا ابن آدم في لسانه".
أن عمر دخل يوما على أبي بكر
الصديق رضي الله عنهما، وهو يجبذ لسانه! فقال عمر: مه! غفر الله لك. فقال له أبو
بكر:
إن هذا أوردني الموارد، إن رسول الله - صلى
الله عليه ولم - قال:
"ليس شيء من الجسد إلا يشكو ذرب اللسان على حدته".
ذَرَب اللسان أي شدته وفحشه وشره
عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال:
والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان.
وأخيرا قال
عليه الصلاة والسلام:
"من صمت نجا"
يمكنكم أيضا قراءة تدوينة أخرى لها صلة بالموضوع ( هدي الصحابة رضي الله عنهم في كلامهم )
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات رب العالمين