(( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)) التوبة:100."أسئلة تتعلق بالآية أوجهها لكل مسلم"

(( ومن يشاقـق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) النساء:115.

>> قال الإمام أبو حنيفة : (ما بلغني عن صحابي أنه أفـتى به فـأقـلـده ولا أسـتجـيز خلافه)كتاب شرح أدب القاضي (1 / 185-187)
وكل أئمة الإسلام على هذا المنهج في اتباع الصحابة وهنا البيان فضلا إضغط هنا

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

بدعة صنعة أهل الميت طعاما واجتماع الناس عندهم


جرير بن عبد الله البجلى رضي الله عنه قال :
(كنا نَـعُـدّ (وفي رواية : نرى) الاجتماع إلى أهل الميت، وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة)
أخرجه أحمد ( رقم 6905 ) وابن ماجه ( 1/490 ) والرواية الاخرى له وإسناده صحيح على شرط الشيخين 
 وصححه الشافعي والبوصيري في ( الزوائد ) والنووي  وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير والألباني وابن باز رحمهم الله

 والسنة أن يصنع لأهل الميت من أقرباء أو جيران طعاما يشبعهم
لحديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال
لمّا جاء نعي جعفر حين قتل قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(اصنعوا لآل جعفر طعاما
فقد أتاهم أمر يشغلهم ، أو أتاهم ما يشغلهم )  
 صححه الحاكم والذهبي وحسنة الترمذي والألباني


قال النووي (ت٦٧٦هـ)علامة الشافعية في زمانه ومرجع الشافعية في زماننا رحمه الله:
( وأما الجلوس للتعزية ، فنص الشافعي والمصنف وسائر الاصحاب (يقصد الشافعية) على كراهته ، قالوا : يعني بالجلوس لها أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من أراد التعزية ، قالوا : بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم فمن صادفهم عزاهم ، ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها )( المجموع ) ( 5 / 306 )
ونص الامام الشافعي الذي أشار إليه النووي هو) : ( وأكره المآتم ، وهي الجماعة ، وإن لم يكن لهم بكاء ، فإن ذلك يجدد الحزن ، ويكلف المؤنة ، مع ما مضي فيه من الاثر) (يقصد أثر جرير أعلاه)  (الام ) ( 1 / 248
 قال النووي: ( واستدل له المصنف وغيره بدليل آخر وهو أنه محدث )
يقصد أنه بدعة لم تكن من فعل القرون المفضلة (الصحابة، التابعين، أتباع التابعين)ولا هدي خاتم النبيين.

وقال أبو بكر الطرطوشي المالكي ت531هـ
(قال علماؤنا المالكيون: التصدي للعزاء بدعة ومكروه، فأما إن قعد في بيته أو في المسجد محزونا من غير أن يتصدى للعزاء؛ فلا بأس به...
قال مالك: " ولا بأس أن يبعث إلى أهل الميت طعام، وسواء فيه القريب والبعيد..."


...فأما إذا أصلح أهل الميت طعاما ودعوا الناس إليه؛ فلم ينقل فيه عن القدماء شيء، وعندي أنه بدعة ومكروة)170

وكذا نص ابن الهمام الحنفي (ت٨٦١هـ) يرحمه الله في موسوعته في الفقه الحنفي "شرح الهداية":
على كراهة اتخاذ الضيافة من الطعام من أهل الميت وقال : ( وهي بدعة قبيحة ) ( 1 / 473 ) 


وهو مذهب الحنابلة كما في ( الانصاف ) ( 2 / 565 )

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى

 " أَمَّا صَنْعَةُ أَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا يَدْعُونَ النَّاسَ إلَيْهِ فَهَذَا غَيْرُ مَشْرُوعٍ وَإِنَّمَا هو بدعة "

   وعلى هذا  فتوى الشيخ بن باز (الفتاوى 5/345)
والشيخ محمد بن صالح العثيمين (فتاوى إسلامية 2-48)والشيخ الفوزان (الملخص الفقهي 1/215)
ببدعية العزاء بصورته المتعارف عليها عند الناس اليوم  ]]
وأظن أن هناك فتوى للجنة الدئمة توافقهم والله أعلم سأبحث عنها بإذن الله


مع هذا كله وانتشاره  عند الناس تذكرت ما صح عن ابن مسعود موقوفا وهو مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم حكما أنه قال :

 ( كيف أنتم إذا لبستكم فتنة
يهرم فيها الكبير       ويربو فيها الصغير        ويتخذها الناس سنة
إذا ترك منها شيء قيل : تركت السنة ؟ )
قالوا : ومتى ذاك ؟
قال : (إذا ذهبت علماؤكم    وكثرت قراؤكم      وقلت فقهاؤكم
وكثرت أمراؤكم           وقلت أمناؤكم
والتمست الدنيا بعمل الآخرة         وتفقه لغير الدين) 
رواه الدارمي ( 1 / 64 ) بإسنادين أحدهما صحيح والآخر حسن والحاكم ( 4 / 514 ) وغيرهما
وقد ذكرت في تدوينات سابقة من قبل (هنا و هنا ) تصريح الصحابة رضي الله عنهم شدة التغير الذي حصل في آخر عهدهم عما كان عليه الدين على عهد رسولنا عليه الصلاة والسلام فلا تستغرب غربة الحق بعد 1400سنة من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام  وهنا سنستشعر قوله عليه الصلاة والسلام:
(بدأ هذا الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء
قالوا :
ومن الغرباء يا رسول الله ؟
قال : ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممّن يطيعهم)
أخرجه الإمام أحمد وغيره
وصححه علامة مصر الشيخ أحمد شاكر والألباني في سلسلته الصحيحة

قال تعالى : 
(قل لا يستوي الخبيث ولا الطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب)

يخبرنا الله أنه إذا ثبت لدينا بالحجة التي أرتضاها الله لنا، معرفة الخبيث من الطيب
فلا يغرك الخبيث لأن له كثرة، وكثرة تعجب الناظر إليها وتغرّه
ثم أمرنا بالتقوى لأنها السبب الذي ينير الله به
 قلبك ويجعل لك فرقانا بين الحق والباطل
والسبب الذي يزيدك إيمانا لتقاوم إغراء كثرة الخبيث وإعجاب النفس به
والسبب الذي اشترطه الله ليتولى عباده بمعيته الخاصة بالمتقين قال تعالى :

(واعلموا أن الله مع المتقين)



هذا والله أعلم
فما كان من صواب فهو من الله وحده لا شريك له فضلا ورحمة
وما كان من خطأ فمن الشيطان أو نفسي
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات رب العالمين

ليست هناك تعليقات: