(( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)) التوبة:100."أسئلة تتعلق بالآية أوجهها لكل مسلم"

(( ومن يشاقـق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) النساء:115.

>> قال الإمام أبو حنيفة : (ما بلغني عن صحابي أنه أفـتى به فـأقـلـده ولا أسـتجـيز خلافه)كتاب شرح أدب القاضي (1 / 185-187)
وكل أئمة الإسلام على هذا المنهج في اتباع الصحابة وهنا البيان فضلا إضغط هنا

الأحد، 16 سبتمبر 2012

هل مهنتك التصوير؟ ابن عباس يفتيك



قال سعيد بن أبي الحسن:

كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما، إذ أتاه رجل فقال:


يا أبا عباس إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير؟


فقال ابن عباس:
لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
سمعته يقول:
(من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدا)


فـَرَبَا الرجل ربوة شديدة واصْــفـَـرّ وجهه


فقال ابن عباس:
ويحك!، إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح



أخرجه البخاري



هذا المنهج في الفتوى
يبين الخطأ الكبير من المفتين اليوم  إلا من رحم الله منهم  إذ ما تأتيه مثل هذه الفتوى حتى يقول

الضرورات تبيح المحظورات

نعم القاعدة صحيحة ولكن تطبيقها غير صحيح
فتطبيقها عندما لا يكون لك مجال إلا المحظور
مع بعض شروط أخرى بينها أئمة السنة

لسنا هنا لنناقشها ولكني أحببت أن أبين أن تطبيقها بمجرد الحاجة أو الضرورة ليس صوابا

فالرجل هذه مهنته ومصدر رزقه ومع هذا لم يبح له ابن عباس رضي الله عنه تصوير الأرواح

وعلى المسلم دائما أن يستحضر ما ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه ما ترك العبد شيئا لله إلا عوضه الله خيرا منه
وأنا استغرب منهم هؤلاء الذين يبيحون المحرمات لأدنى عارض متى يطبقون قول الله تعالى :
(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)

والآن نأتي بدليل من القرآن الكريم على  نفس حالة فتوى ابن عباس

قال تعالى :
(واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شـُـرّعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون(163) وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون(164) فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون)

1.     هذه قصة قرية حاضرة البحر أي أنها على البحر إشارة  إلى أن مصدر رزقها على الصيد وقد حرم الله عليهم الصيد يوم السبت 
2.     إبتلاهم الله بسبب فسقهم:
          - بأن لا يأتيهم السمك إلا في يوم التحريم وهو السبت وفي هذا تصعيب الحلال
            وتسهيل الحرام.
          - شدة الإغراء فإن السمك يظهر شـُرّعا أي طافيا واضحا بيـِّنـا ًللناس يوم السبت
3.     لم يبح لهم الله الصيد يوم السبت مع ضرورته لهم وشدة الحاجة الماسة إليه جدا.
*  انقسم الناس لثلاثة أقسام : قسم تحايل فحبس السمك يوم السبت وصاده الأحد وقسم نصحهم وقسم لم ينصح
4.     اختلاف الناس في هذه الواقعة لم يكن عذرا للأخذ بالأسهل والتحايل على الحق.
5.     لم يعذر الله الناس لأنهم اختلفوا بل نجى الله من خرج من الشبهات ونصح للناس.
6.     فائدة: إذا نظرت لأمرين لا تظن الحق في الأسهل بل عليك بالدليل فهو الحق وقد يصعب هذا الحق في زمن بسبب فسق الناس كما حصل في هذه القصة.

هذا والله أعلم فما كان من صواب فهو من الله وما كان من خطأ فهو من الشيطان أو نفسي
وآخر دعوانا أن سبحان ربنا رب العزة عما يصف الظالمون وصلاة وسلام على المرسلين والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات رب العالمين.

ليست هناك تعليقات: