(( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)) التوبة:100."أسئلة تتعلق بالآية أوجهها لكل مسلم"

(( ومن يشاقـق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) النساء:115.

>> قال الإمام أبو حنيفة : (ما بلغني عن صحابي أنه أفـتى به فـأقـلـده ولا أسـتجـيز خلافه)كتاب شرح أدب القاضي (1 / 185-187)
وكل أئمة الإسلام على هذا المنهج في اتباع الصحابة وهنا البيان فضلا إضغط هنا

الاثنين، 16 أبريل 2012

علم الصحابة بدلالات القرآن لا ينازعهم فيه كبار التابعين



قال الإمام الفقيه العابد مسروق ابن الأجدع رضي الله عنه (ت62هـ):

ما نسأل أصحاب محمدٍ عن شيء إلا علمه في القرآن، إلا ّ أنّ علمنا يَـقـْصُرعنه


أثر صحيح على شرط البخاري ومسلم
أخرجه الحافظ أبو خيثمة النسائي في كتاب العلم
الأثر رقم 50 طبعة مكتبة المعارف

يتبين عظم هذا الأثر إذا علمنا الآتي

  1. إن مسروق رضي الله عنه من ائمة التابعين وعلمائهم الذي أذن له الصحابة رضي الله عنهم أن يفتي الناس في زمانهم.
  2. لم يقل (ما أسأل) يعني عن نفسه بل (قال ما نسأل) دل عليه هو وغيره من التابعين الذين شهد لهم الله على لسان رسوله أنهم خير الأمة بعد الصحابة في الحديث الذي أخرجه البخاري.
فإذا كان هاؤلاء الأئمة تكون إجابة أسئلتهم في القرآن الكريم لكن يقصر علمهم عليها من القرآن
وهم لم تشغلهم العربية وعلومها ولم تأخذ جزءا من طاقاتهم وأوقاتهم كما في حالنا
ولم يشغلهم الإسناد ورجاله فليس بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الصحابة رضي الله عنهم
وليس بينهم وبين الصحابة أحد

ولا معرفة أحوال كثير من العبادات وأحوالهم في الزهد والورع وغيرها
فهم يرون التطبيق العملي للدين من الصحابة الذين اختارهم الله لذلك

ومع هذا كله قصر علمهم على معرفة الإجابة من القرآن الذي يتلونه ليل نهار وهم من أعظم الناس تدبرا له
فكيف يقصر علمهم عن مثل ذلك من السنة 

فكيف بنا نحن بعد 1400 عام من الهجرة

كيف يكون قصورنا عن استنباط الجواب من القرآن والسنة دافعا لنا لرد ما علمه الصحابة؟؟؟!!!!!
وهم أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشهادة الله لهم على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام 
فإذا لم تكن في حقهم (فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ففي حق من نرضاها

فلنستحي من أنفسنا أن نرد فتاوى الصحابة ونقول قال الدكتور الفلاني أو الشيخ الفلاني
وانظر كيف تعامل الأئمة مع فتاوى الصحابة كما في صفحتنا الأئمة والصحابة (فضلا اضغط هنا)

هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المرسلين 

السبت، 14 أبريل 2012

هذه من أخلد الله ذكرها فالحياء خلقها



عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قال
(( أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ،
فَلَمَّا فَرَغُوا أَعَادُوا الصَّخْرَةَ عَلَى الْبِئْرِ ، وَلاَ يُطِيقُ رَفْعَهَا إلاَّ عَشْرَةُ رِجَالٍ،
فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ،  قَالَ : مَا خَطْبُكُمَا؟
فَحَدَّثَتَاهُ فَأَتَى الْحَجَرَ فَرَفَعَهُ ، ثُمَّ لَمْ يَسْتَقِ إلاَّ ذَنُوبًا وَاحِدًا حَتَّى رُوِيَتِ الْغَنَمُ وَرَجَعَتِ الْمَرْأَتَانِ إلَى أَبِيهِمَا فَحَدَّثَتَاهُ،

وَتَوَلَّى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ إلَى الظِّلِّ ، فَقَالَ :
((رَبِّ إنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ))آية ٢٤:القصص
قَالَ : 
((فَجَاءَتْهُ إحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ))آية ٢٥:القصص

وَاضِعَةً ثَوْبَهَا عَلَى وَجْهِهَا،

((قَالَتْ إنَّ أَبِي يَدْعُوك لِيَجْزِيَك أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا))آية ٢٥:القصص
قَالَ لَهَا :
امْشِي خَلْفِي وَصِفِي لِي الطَّرِيقَ
فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُصِيبَ الرِّيحُ ثَوْبَك فَيَصِفَ لِي جَسَدَك

فَلَمَّا انْتَهَى إلَى أَبِيهَا قَصَّ عَلَيْهِ ، قَالَتْ إحْدَاهُمَا :
((يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ))آية ٢٦:القصص
 قالَ : يَا بُنَيَّةُ , مَا عِلْمُك بِأَمَانَتِهِ وَقُوَّتِهِ؟ قَالَتْ :
أَمَّا قُوَّتُهُ فَرَفْعُهُ الْحَجَرَ، وَلاَ يُطِيقُهُ إلاَّ عَشْرَةٌ، وَأَمَّا أَمَانَتُهُ ، 
فَقَالَ لِي:
امْشِي خَلْفِي وَصِفِي لِي الطَّرِيقَ
فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُصِيبَ الرِّيحُ ثَوْبَك فَيَصِفَ جَسَدَك.
فَقَالَ عُمَرُ:
فَأَقْبَلَتْ إلَيْهِ لَيْسَتْ بِسَلْفَعٍ  مِنَ النِّسَاءِ(الجريئة التي قل حياؤها) 
لاَ خَرَّاجَةٍ وَلا وَلّاجَةٍ(ليست كثيرة الخروج والدخول للبيت), وَاضِعَةً ثَوْبُهَا عَلَى وَجْهِهَا))

أخرجه ابن أبي شيبة

وغيره مثل عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم في تفاسيرهم وغيرهم إما بتمام هذه الرواية أو بنحوها

وقد صححها الحافظ ابن كثير والحاكم والذهبيوقالا هو على شرط البخاري ومسلم

وكل ما جاء عن الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة في تفسير هذه الآيات
لا يخرج عن تفسير عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين

هل رأيتم يا أخواتي من التي أخلد الله ذكرها في كتابه نتلوا قصتها أناء الليل وأطراف النهار

ليست المقاتلة ولا العاملة ولا المجاهدة ولا المعلمة ولا التاجرة ولا الفارسة 

بل المرأة ذات الحياء الذي يدفعها حياؤها لتغطية وجهها

أخلد الله ما نبض به قلبها وخفي عن أعين الناس نبض بالحياء فقط لأنها ستتكلم مع رجل غريب

فأظهر الله ما خفي تعظيما لهذه الصفة العظيمة ولصاحبتها


ومن مظاهر حيائهما أن لباسهما كان فضفاضا لا يصف جسدهما 
ولهذا خشي موسى عليه الصلاة والسلام أن يمشي خلفهما حتى لا تأتي الريح فتلصق الثياب بالجسد فتصفه له

هذا الحياء الذي قال عنه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام  عندما سئل هل هو من الدين فقال:

( بل هو الدين كله)

صحيح الترغيب والترهيب برقم ٢٦٣٠

وقال : ( الحياء والإيمان قرنا جميعا فإن رفع أحدهما رفع الآخر) 

أخرجه الحاكم وصححه وقال على شرط البخاري ومسلم ووافقه الذهبي والألباني

 هذا هو الحياء الذي قتله الغرب في نسائهم ويغتاظون إذا رأوه في بناتنا ويريدونها تنجرف كبناتهم ونسائهم
قال تعالى:
(ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله
 إذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظم إن الله عليم بذات الصدور
إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها
وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط)
(ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم  والله يختص برحمته من يشاء)

هل رأيتم يا أباءنا من هي تلكم الأسرة التي اصطفاها الله لكي تناسب كليمه ورسوله من أولي العزم من الرسل

الأسرة التي ربت بناتها على القرار في البيت كما قال عمر بأنها ليست خراجة ولاجة أي كثيرة الدخول والخوروج لأن قوله خرّاجة على وزن فـعّـالة وهي صيغة مبالغة ثم ذكر عمر ما ترتب على هذه التربية فلم تصبح سلفع أي جريئة لقلة حيائها 

هذا القرار الذي عظمه الله على لسان رسوله أيما تعظيم فجعلها أقرب ما تكون لربها وهي في بيتها لتحرص المسلمة على هذه العبادة والخلق القويم قال عليه الصلاة والسلام: المرأة عورة ، وإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان ، و إنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها) وفي رواية (وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها)

أورده الإمام المنذري في الترغيب والترهيب وصححه الألباني وأرده في السلسل الصحيحة وصححه غيره من الأئمة

هذه التربية العظيم التي أرادها الله للنساء المؤمنات التي ما تخلى عنها مجتمع من المجتمعات إلا مات الحياء

وظهر السفور والاختلاط فكانت النتيجة كنتيجة الجاهلية الأولى التي أمرنا الله أن نجتنبها وبينها لنا ابن عباس رضي الله عنه (كما في التدوينة السابقة إضغط هنا) وآل مصير تلك الجاهلية إلى انتشار الفاحشة نسأل الله أن العافية.


ولا ننسى عفة موسى عليه السلام فقد كره أن تمشي المرأتان أمامه حتى لا تأتي الريح فتصف له جسمهما فكيف بالله عليكم لو تلبس المرأة في الأصل ما يصف  جسدها ومفاتنها أمام الرجال فاسقهم وكافرهم وتعرض صورها على شاشات العالم ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم




والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات رب العالمين والصلاة والسلام على المرسلين
هذا والله أعلم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة السلام على المرسلين وخاتهم النبي الأمين