قال الإمام الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة * (159-235هـ) رحمه الله في مصنفه:
حدثنا يزيد
بن هارون قال أنا حميد الطويل عن ثابت قال
أخذ بيدي أنس فجعل يمشي رويدا إلى الصلاة ثم التفت إليّ فقال
(هكذا كان يصنع زيد بن ثابت ليكثر خطاه)
صحيح على شرط البخاري
حدثنا وكيع قال: نا المسعودي عن علي بن الأقمر عن أبي
الأحوص، قال:
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
(لقد رأيتنا وإنا لنقارب بين الخطا إلى الصلاة) (1)
حدثنا وكيع قال نا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة
عن عبد الله – يعني ابن مسعود رضي الله عنه
- قال:
(امشوا إلى الصلاة، وقاربوا بين الخطا، واذكروا الله) (2)
انتهى النقل من كتاب الحافظ ابن أبي شيبة
قال الإمام ابن قدامة المقدسي الحنبلي بكتابه المغني (1/ 328)
(ويستحب أن يقارب – أي الماشي لصلاة الجماعة- بين خطاه لتكثر حسناته فإن كل خطوة يكتب له بها حسنة)
_________________________________
* هوالإمام
الحافظ عبد الله بن محمد بن إبراهيم الواسطي الكوفي ويقال عبسي ونسبته لهم نسبة
ولاء، وهو شيخ البخاري ومسلم فهو أحد أربعة ينتهي إليهم علم الحديث في عصرهم. روى عن
جمع من أئمة الإسلام كسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك ووكيع وخلق كثير غيرهم، قال عنه
الحافظ ابن كثير(ت774هـ) رحمه الله :(أحد الأعلام وأئمة الإسلام وصاحب المصنف الذي لم يصنف أحد مثله قط
لا قبله ولا بعده) ومصنفه هذا من أغنى الكتب بفتاوى الصحابة والسلف ودررهم وفتاويهم وهديهم.
(1) وهذه جملة من أثر ابن مسعود الذي أصله في مسلم (من سره أن
يلقى الله ...) وقد أخرجه النسائي بهذه الزيادة في الكبرى من طريق ابن المبارك عن
المسعودي به إلا أنه قال (...لقد
رأيتنا نقارب بين الخطا...)
(2) حسن لذاته صحيح بما قبله والله
أعلم فأبو اسحاق هو السبيعي تابعي مشهور يدلس واختلط بآخره لكن سفيان من أثبت الناس
به وروايته عنه قبل الاختلاط وزد على هذا أن الإمام البخاري أخرج رواية ابو اسحاق عن أبي عبيدة وأبو عبيدة
وإن كان لم يلق أباه إلا أنه من أعلم الناس بأحوال أبيه ولم يأخذها إلى عن أهله
وهم أعلم الناس به وعن وأصحابه وليس فيهم متهم فروايته عنه مقبولة ذكره بهذا المعنى ابن تيمية وحفيده في التلمذة الإمام ابن
رجب رحمهما الله.