(( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)) التوبة:100."أسئلة تتعلق بالآية أوجهها لكل مسلم"

(( ومن يشاقـق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) النساء:115.

>> قال الإمام أبو حنيفة : (ما بلغني عن صحابي أنه أفـتى به فـأقـلـده ولا أسـتجـيز خلافه)كتاب شرح أدب القاضي (1 / 185-187)
وكل أئمة الإسلام على هذا المنهج في اتباع الصحابة وهنا البيان فضلا إضغط هنا

الخميس، 10 أكتوبر 2013

قصة ابن مسعود مع أهل البدع



عن عمرو بن سلمة الهمداني أنه قال:
(كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد،
فجاءنا أبو موسى الأشعري، فقال :
أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟    قلنا : لا
فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعا،
فقال له أبو موسى :
يا أبا عبد الرحمن ! إنى رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته، و لم أر والحمد لله إلا خيرا،
قال: فما هوا؟
فقال: إن عشت فستراه، قال:
رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ، ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل، و في أيديهم حصى، فيقول: كبروا مائة، فيكبرون مائة، فيقول هللوا مائة، فيهللون مائة، ويقول سبحوا مائة، فيسبحون مائة،
قال: فماذا قلت لهم؟
قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك،
قال: أفلا أمَرتـهم أن يعدّوا سيئاتهم، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء؟
ثم مضى و مضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم،
فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا: يا أبا عبد الرحمن ! حصى نعد به التكبير و التهليل و التسبيح،
قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء،
ويحكم يا أمة محمد ! ما أسرع هلكتكم!
هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة ؟ !
قالوا والله : يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا إلا الخير.
قال :و كم من مريد للخير لن يصيبه.
 إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا:
(إن قوما يقرءون القرآن،
لا يجاوز تراقيهم* ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية)

وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم! ثم تولى عنهم،

فقال عمرو بن سلمة:
فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج)
*جمع ترقوة بالفتح والترقوتان هما  العظمان المشرفان بين النحر والعاتق "المرجع لسان العرب"، يعني هما العظمتان البارزتان في نقطة اتصال الرقبة بالجسد أسفل الحنجرة والمعنى أنهم لا ينتفعون بقراءتهم للقرآن فلا ينزل إلى قلوبهم لما هم عليه من سوء الاعتقاد والبدعة.
قال الألباني " السلسلة الصحيحة " 5 / 11 :
(أخرجه الدارمي"1/68–69" وبحشل في "تاريخ واسط/ص198"...وإسناده صحيح)
وأيضا أخرجها عبد الرزاق في مصنفة وابن أبي شيبة في مصنفه
والطبراني في معجمه وابن وضاح في كتابه البدع وغيرهم إمام بتمامها او مختصرة


قول عمرو بن سلمة "فوجدنا عامتهم يقاتلوننا يوم النهروان" فيقصد مقاتلتهم للخليفة الراشد المهدي علي رضي الله عنه ومن معه يوم النهروان فهي مذكورة في العديد من الكتب ففي صحيح الإمام  مسلم رحمه الله أخرج بسنده المتصل عن زيد بن وهب:
(أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي رضي الله عنه الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي : يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية . لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم لنكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض) . والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم؛ فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس . فسيروا على اسم الله)


بمشيئة الله سنذكر فوائد هذه القصة قريبا لكن
أقل ما يمكن كتابته الآن أن نشير إلى نقطتين
أولا
هؤلاء القوم
ذكروا الله في المسجد وهذا جاءت به النصوص
واجتمعوا على الذكر وهذا جاءت به النصوص
والذكر كان بالتسبيح والتكبير وهذا جاءت به النصوص

ولكن أين المخالفة؟
هيئة العمل أو التطبيق العملي لهذه النصوص
لم يتبعوا فيه الصحابة رضي الله عنهم ولهذا أنكر عليهم ابن مسعود
بقوله "وصحابة رسول الله متوافرون بينكم" أي ما الذي حملكم على مخالفتهم
مع سهولة الإقتداء بهم أو سؤالهم وبين أنهم بهذه الطريقة يفتحون بابا للضلال.

وأغلب الناس يضل في هذه النقطة يأخذ النصوص العامة مثل إنكار المنكر أو الدعوة أو النصيحة أو غيره ولا يتقيد بما جاء عن النبي و الصحابة من التطبيق العملي ثم يستدل بالنصوص العامة، وبل بمثل هذا كان أول ظهور للشرك في بني آدم عليه الصلاة والسلام كما بينه ابن عباس رضي الله عنه، وقد ذكرنا قوله في تدوينة سابقة فضلا "إضغط هنا".
ولهذا نقلنا لكم درر عن الأئم الأربعة وأئمة السنة في التقيد بهذا الأصل العظيم وهو الفارق بين أهل السنة وأهل البدع وذلك في صفحتنا أعلاه بعنوان (منهج الأئمة في اتباع الصحابة) فضلا "إضغط هنا" آمل قراءته مرارا كاملا بتدبر.

ثانيا
حديث النبي عليه الصلاة والسلام بين أنهم لا يستفيدون من القرآن وأنه لا ينزل إلى قلوبهم فأي عقوبة لأهل البدع أعظم بل حتى لا يشملهم وعد الله لعباده المؤمنين على فضائل الأعمال  كما بين ذلك الصحابي الجليل أ ُبَيّ بن كعب رضي الله عنه  "فضلا اضغط هنا"


ولهذا كله وغيره قال الإمام الشافعي كلمته المشهورة :(لأن يلقى اللـهَ العبدُ بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من هذه الأهواء) وكلام أئمة السلف في هذا كثير رحمهم الله وجمعنا بهم في عليين إن ربي سميع قريب مجيب الدعاء.

هذا والله أعلم والصلاة والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.